بعد هدوء نسبي، عاد شبح الفحم البترولي ليخيّم من جديد على الطريق الوطنية عدد 11 ببنزرت الجنوبية، مع تزايد مرور الشاحنات الثقيلة المحمّلة بهذه المادة الخطرة في الأيام الأخيرة من شهر أفريل 2025.
هذا الطريق، الذي يربط الميناء التجاري بمنزل بورقيبة بعدة مناطق داخل الجمهورية، يشهد منذ سنوات تدهورًا بيئيًا كبيرًا بسبب انبعاثات الفحم وانتشار الغبار الأسود على المنازل، الملابس، والأراضي الزراعية، مما تسبب في أضرار صحية خطيرة أبرزها أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
ورغم صدور قرار بتاريخ غرة فيفري 2020 بمنع مرور هذه الشاحنات، فإن التطبيق بقي غائبًا، ما يعمّق شعور الأهالي بالتهميش وغياب الرقابة.
وتداولت في الفترة الأخيرة أخبار عن تحركات ميدانية للشاحنات المحملة بالفحم قرب الطريق، ما يعيد للواجهة مخاوف قديمة من تركيز مصب أو وحدة تخزين دائمة بالمنطقة.
الأهالي ومكونات المجتمع المدني يرفعون الصوت من جديد مطالبين بتطبيق القانون، حماية صحة المواطنين، وإيقاف نزيف التلوث الذي لا يزال يهدد الجهة في صمت.
-خالد الهذلي
