أعلنت السلطات في الجزائر تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس « كورونا » في البلاد.
وقال وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد إن المصاب مواطن إيطالي دخل الجزائر في 17 فبراير/شباط الجاري.
وبحسب التصريحات، فإن المصاب يخضع حاليا للحجر الصحي، وأفرج عن رفيق له أظهرت الفحوصات عدم إصابته بالمرض.
وفي غضون ذلك، أعلنت عدة دول أوروبية عن ظهور إصابات على أراضيها، والتي تبدو جميعها مرتبطة بالتفشي المتزايد للفيروس في إيطاليا.
وأكدت النمسا وكرواتيا وسويسرا أن الإصابات تتعلّق بأشخاص زاروا إيطاليا مؤخراً، وهو ما أعلنته الجزائر بدورها.
وفي البرازيل، تأكدت أول حالة إصابة بأمريكا الجنوبية، وهي لشخص برازيلي عائد من إيطاليا.
وفي الأيام القليلة الماضية، أصبحت إيطاليا أكثر بلدان أوروبا تضرراً من الفيروس، حيث تمّ تسجيل أكثر من 300 إصابة و 11 حالة وفاة.
وعلى الرغم من ذلك، اعتبر جيرانها أنّ إغلاق الحدود في ما بينها سيكون بمثابة إجراء « غير متناسب ».
وتعهّد وزراء الصحة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومفوضية الاتحاد الأوروبي بإبقاء الحدود مفتوحة في اجتماع عُقد أمس، وذلك مع ظهور حالات جديدة من الفيروس في أنحاء شتى من أوروبا ووسط إيطاليا وجنوبها.
وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا « نحن نتحدث عن فيروس لا يحترم الحدود ».
وقال نظيره الألماني ينس شبان إنّ الجيران يتعاملون مع الوضع « بجدية تامّة »، لكنه أقر بأنّ « الوضع قد يزداد سوءاً قبل أن يعود ويتحسّن ».
وفي بريطانيا، طُلب من التلاميذ العائدين من عطلاتهم في شمال إيطاليا بالبقاء في منازلهم، فيما أصدرت الحكومة توجيهات جديدة للمسافرين.
إلا أنّ وزير الصحة البريطاني مات هانكوك قال إنه لا توجد أي خطط لوقف الرحلات الجوية من إيطاليا، التي تجتذب نحو ثلاثة ملايين زائر من المملكة المتحدة كل عام.
وأضاف هانكوك أن إيطاليا « أوقفت جميع الرحلات الجوية من الصين وهي الآن البلد الأكثر تضرراً في أوروبا ».
ما أحدث المعلومات حول أوروبا؟
- في النمسا، تمّ تأكيد إصابة زوجين إيطاليين شابين يعيشان في إنسبروك بمنطقة تيرول. وكان أحد الزوجين يعمل في فندق تمّ إغلاقه.
- قالت سويسرا إنّ رجلاً في السبعينيات من عمره، يعيش في منطقة تيسينو على الحدود مع إيطاليا، أصيب في مدينة ميلانو في 15 فبراير/ شباط وهو الآن قيد الحجر الصحي.
- أصبح رجل من كرواتيا، عاد مؤخراً من إيطاليا، أول مصاب مؤكد في البلقان.
- في جزيرة تنريفي الإسبانية، تمّ احتجاز ما يصل إلى 1000 نزيل في أحد الفنادق داخل غرفهم، وذلك بعد أن ثبتت إصابة طبيب إيطالي وزوجته بالفيروس.
- أعلنت إسبانيا أول حالة إصابة بفيروس كورونا على أراضيها الرئيسية، وذلك بعد تأكيد إصابة امرأة في برشلونة عائدة من شمال إيطاليا.
- أكدت فرنسا وألمانيا أيضاً وجود إصابات جديدة تتعلّق بأشخاص زاروا شمال إيطاليا مؤخراً.
كيف يبدو الوضع في العالم؟
تعدّ إيطاليا واحدة من ثلاث مناطاق عالمية ساخنة لانتشار الفيروس خارج الصين.
تشير البيانات الرسمية في إيران إلى أن عدد المصابين يقل عن 100، إلا أنّ هناك افتراضات بأن الرقم أعلى من ذلك بكثير. وعمّقت إصابة نائب وزير الصحة في البلاد مخاوف من أن الفيروس انتشر بالفعل على نطاق واسع.
وأصيب أكثر من 1000 شخص في كوريا الجنوبية، حيث توفّي 10 أشخاص. وسجلت البلاد العدد الأكبر من الإصابات خارج الصين.
ويرتبط العديد من الحالات بكنيسة في مدينة دايجو. وتجري السلطات الصحية حاليا فحوصات لجميع أعضاء الكنيسة الذين يزيد عددهم عن 210 آلاف عضو، بحسب تقارير.
وفي البرازيل، أفادت وسائل إعلام محلية بأن الفحوص المبدئية لرجل، عمره 61 عاما كان في شمال إيطاليا مؤخرا، جاءت إيجابية.
وذكرت وسائل الإعلام أن الرجل، من ساو باولو، سيخضع لفحوص أخرى للتأكد التام من إصابته.
وتبقى معظم حالات الإصابة في الصين، حيث ظهر فيروس كورونا الجديد في العام الماضي.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة اليوم، أُصيب 78064 شخصا منذ انتشار الفيروس. وبلغ عدد حالات الوفاة في بر الصين الرئيسي 2715 شخصا حتى الآن.
لكنّ عدد الإصابات الجديدة في الصين مستمر في التراجع. وبذلك، تحوّل الانتباه الآن إلى حالات الإصابة خارج الصين وكيفية انتقالها بين البلدان.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إنّ الزيادة المفاجئة في الإصابات في بلدان خارج الصين « مقلقة جداً ».
وحذرت هيئة « المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها » أمس من أنّ الفيروس قد يتسبب في حدوث اضطرابات « شديدة » في الولايات المتحدة، حيث قال أحد المسؤولين إنّ المسألة ليست ما إذا كان الفيروس سيصبح وباءً عالمياً أم لا، وإنما متى سيصبح كذلك.
وحثّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جميع الدول على « قول الحقيقة في ما يتعلّق بفيروس كورونا »، مشيرا إلى أن واشنطن تشعر بالقلق من أنّ إيران ربما تخفي « تفاصيل مهمة » عن تفشي المرض.
وقالت الطبيبة ناتالي ماكديرموت، وهي خبيرة في الأمراض المعدية في جامعة كينغز كوليدج في لندن، إنّ من بين جميع النقاط الساخنة حالياً خارج الصين تعد إيران الأكثر إثارة للقلق بسبب عدم وجود صورة دقيقة عن المدى الفعلي لانتشار المرض.
وأشارت إلى أنّ معظم الحالات المُبلّغ عنها تتعلق بأشخاص كبار في السن شارفوا على الموت، مضيفة « يبدو أننا نسمع عن قمة جبل الجليد ونفتقد إلى الكتلة الكبيرة في الأسفل التي تتعلق بالأشخاص الأصغر سناً الذين قد لا يظهر عليهم المرض ».
وهناك مخاوف من أنّ العديد من الزوار المسلمين الشيعة والعمال المهاجرين الذين سافروا بين إيران وأجزاء أخرى من المنطقة في الأسابيع الأخيرة ربما نشروا الفيروس بالفعل.
ويُعتقد أنّ إيران كانت مصدر الحالات الأولى التي أبلغت عنها كل من أفغانستان المجاورة والبحرين والعراق والكويت وعمان، والتي فرضت الآن قيوداً على السفر من وإلى الجمهورية الإسلامية.