في مثل هذا اليوم…وفاه المخترع الأمريكي توماس إديسون
توماس ألفا إديسون مخترع أمريكي ولد في قرية ميلان بولاية أوهايو الأمريكية. ظهرت عبقريته في الاختراع وإقامة مشغله الخاص حيث أظهر سيرته المدهشة كمخترع ومن اختراعاته مسجلات الاقتراع والبارق الطابع والهاتف الناقل الفحمي والميكرفون والفونوغراف واعظم اختراعاته المصباح الكهربائي
بدأ حياته العملية وهو يافع ببيع الصحف في السكك الحديدية فلفتت انتباهه عملية الطباعة فتعلم أسرارها. في عام 1862 قام بإصدار نشرة أسبوعية سماها Grand Trunk Herald. كل شيء فعله كان بفضل امه السيدة ماري والتي تعمل كمدرسة للقراءة والأدب حيث قامت هذه الأم الرائعة بتعليم ابنها بنفسها فقد احبته كثيراً
كان توماس دائم السؤال عن ظواهر الاشياء في الكون وكيفية عملها وكان بطلا في التجارب مهما كلف الثمن فهو لايؤمن بشيئ حتى يجري عليه تجاربه. لم يكن حاله هذا يعجب مدرسيه فلقد كان يقضي وقته في الفصل في رسم الصور ومشاهدة من حوله والاستماع لما يقوله الاخرون. كان كثير الاسأله وخاصه غير المعقول منها بينما لايميل إلى الاجابة عن الاسئله الدراسيه. في حالة ضجر من أحد مدرسيه منه قال المدرس لأديسون: انت فتى فاسد وليس مؤهلا للاستمرار في المدرسه بعد الآن. تألمت الام عند سماعها هذا الخبر وقالت للمدرس كل المشكله ان ابني أذكى منك. وعادت بتوماس للمنزل وبدأت بتثقيفه فساعدته على مطالعة تاريخ اليونان والرومان وقاموس بورتون للعلوم. عند سن 11 سنه درس تاريخ العالم الإنجليزي نيوتن والتاريخ الأمريكي والكتاب المقدس وروايات شكسبير. كان يحب قراءة قصة حياة العالم الإيطالي غاليليو بينما كان يكره الرياضيات ويقول عن نفسه في كبره: انني استطيع دائما ان استخدم المختصين في الرياضيات ولكن هؤلاء لايستطيعون استخدامي ابدا
تأثر اديسون بحياة المهندس الإنجليزي جيمس واط وكيف قادته ملاحظته إلى اكتشاف قوة البخار حينما كان جالسا مع امه في المطبخ واذا بسحابة من البخار تدفع غطاء القدر إلى أعلى وبذلك اكتشف قوة البخار. كما أن الفتى الصغير كان يمتهن مهنتين في صغره « بيع الخضار » من محصول مزرعة والده و »بيع الجرائد » في القطارات مما در عليه ربحا ممتازا. لقد كان اديسون فتى هادئا يستغرق فيما يعمل ويرتدي بذله رخيصة الثمن ولا يشترى سواها حتى تبلى ولم يكن يمسح احذيته ونادرا مايسرح شعره. اثبت الفتى من خلالها لعائلته انه يستطيع شق طريقه في الحياة بنفسه ولذا لم يعد أحد منهم يتدخل في شؤونه بالنسبة لبيع الجرائد. ولاحظ اديسون ان إقبال الناس على الجرايد أصبح جنونيا بعد اندلاع الحرب الأهلية الامريكيه سنة 1861م ليرفع من سعر الجرائد ويكسب اموالا أكثر ويشتري طابعه يضعها معه في رحلات القطار ويطبع عليها صحيفه خاصه به من صفحات قليله ويبيعها لحسابه وهي اسبوعيه اسمها « ذي وكيلي هيرالد » وكان يفتخر قائلا: اروج أول جريده في العالم تطبع في قطار. من الاحداث المهمه في حياته اصابته بالصمم الجزئي وضعف السمع بسبب تلقي ضربات متعدده على اذنه في فترات حياته المختلفه. ويقول اديسون عن هذا: ان هذا الصمم الجزئي لهو نعمه من بعض النواحي لأن الضوضاء الخارجيه لاتستطيع أن تشوش افكاري
بداية رحلة توماس مع المال والنجاح كانت مع تلك الحادثه التي أحدثت تغيرا نوعيا في حياته من حيث تقدير إمكانياته والحصول على مبالغ مجزيه وذلك حين تعطلت آله هامه في بورصة الذهب كانت وظيفتها تسجيل الاسعار. اسرعوا بمخترع الآله الدكتور لوز الذي سمح لاديسون وفضوله بان يشاركه بالكشف على الآله. حينها بادر اديسون وقال انا استطيع إصلاحها وفعلا خلال ساعتين كان اديسون قد اصلحها مما جعل الدكتور لوز يستدعيه ويختبر معلوماته في الفيزياء والتلغراف والكهرباء حتى سمع مايسره وعين اديسون مشرفا على مصنعه براتب 300 دولار شهريا
بلغ عدد مخترعاته حوالي 1093 اختراع بدءا من المصباح المتوهج الكهربائي والة عرض الصور وغيرها. اخترع الكرامفون الذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكياً على أسطوانة من المعدن وبعدها بسنتين قام باختراعه العظيم المصباح الكهربائي. في الحرب العالمية الأولى اخترع نظام لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات وخلال هذه الفترة عين مستشار لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون ففي أحد الأيام مرضت والدته مرضا شديدا وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر. أنكب على تجاربه ومحاولاته العديدة من اجل تنفيذ فكرته حتى انه خاض أكثر من 99 تجربة في إطار سعيه من اجل نجاح اختراعه وقال عندما تكرر فشله في تجاربه » هذا عظيم.. لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به » وعلى الرغم من تكرار الفشل للتجارب إلا أنه لم ييأس وواصل عمله بمنتهى الهمة باذلاً المزيد من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح فتم اختراع المصباح الكهربائي في عام 1879م. وما زال هذا الاختراع مخلدا لاسم اديسون ويطلق عليه البعض الرجل الذي صنع المستقبل. انتشر النبأ بالصحف ان الساحر اديسون حقق المعجزه والناس ما بين مكذب ومصدق إلى أن جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنه الجديده عام 1879 واستمر حتى فجر اليوم الأول من عام 1880. حضر الاحتفال أكثر من ثلاث آلاف زائر تستقبلهم المصابيح الكهربيه تشع بانوارها الجذابه على الاسلاك المعلقه على الاشجار حينها كانت البرقيات تنهال على اديسون وتقول: تعال اضيئ مدنننا. فانشيئ لذلك شركه اطلق عليها اسم « شركة اديسون للأضاه الكهربائية في نييورك » مهمتها التزويد بالنور والتدفئه والطاقه
حين أخبر توماس أديسون مكتب براءات الاختراع في واشنطن أنه يعمل على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار في مشروع كهذا وكتبوا له خطاباً جاء فيه: « إنها بصراحة فكرة حمقاء حيث يكتفي الناس عادة بضوء الشمس ». فرد بخطاب قال فيه: « ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء
يقول توماس اديسون عن امه: « لقد اكتشفت مبكراً في حياتي ان الام هي اطيب كائن على الإطلاق، لقد دافعت امي عني بقوه عندما وصفني استاذي بالفاسد، وفي تلك اللحظه عزمت ان اكون جديرا بثقتها، كانت شديدة الاخلاص واثقة بي كل الثقه ولولا ايمانها بي لما أصبحت مخترعا ابدا
منح وسام ألبرت للجمعية الملكية من فنون بريطانيا العظمى. في 1928 استلم الميدالية الذهبية من الكونجرس. توفي اديسون في ويست أورنج – نيو جيرسي في 18 أكتوبر عام 1931 عن عمر يناهز 84 وعندما توفي أطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا بحيث قبله كانت هكذا وكانت هذه نهاية حياة توماس اديسون