حدثت الحكومة في كل مناسبة عن التنمية وتوفير المناخ الايجابي للاستثمار، خصوصا بالمناطق التي تشهد نسب بطالة مرتفعة، وهو ما لم يتم تثبيته واقعيا خصوصا بولاية منوبة التي تعاني من ارتفاع منسوب الجريمة بفعل أزمات اجتماعية وركود اقتصادي.
وتشهد منوبة، تذمر أصحاب المؤسسات الاقتصادية المتوسطة والصغرى المنتصبة بالقطب التكنولوجي، من تواصل انقطاع الماء الصالح للشراب منذ بداية ديسمبر 2018 دون تدخل لحل الاشكال نهائيا والقضاء على الصعوبات التي دفعت شركتين لفسخ عقد الانتصاب، فيما تفكر شركات أخرى للمغادرة بصفة نهائية.
وبفعل هذه الوضعية، قررت شركة سويسرية مختصة في خدمات الاعلامية وتحليل البيانات إنهاء عقد الانتصاب بالقطب (المكون من 35 شركة صغرى ومتوسطة منها شركات أجنبية موزعة على مختلف فضاءاته).
وقالت ممثلة الشركة، أميرة الحرزلي: « بعد معاناة متواصلة مع انقطاع الماء الصالح للشراب قررت، الشركة، البحث عن مكان جديد للانتصاب وهو ما تم بالفعل »، مؤكدة أن « مشكلة الماء وانقطاع الشبكة الكهربائية بين الحين والاخر، وأشغال مدخل القطب التي لم تنته بعد والتى اثرت على حركة المرور من والى القطب، شكلت دافعا قويا للبحث عن فضاء أفضل للاستثمار ».
كما أكد، مجدي حمودة، صاحب فرع شركة المانية مختصة في التصميم الميكانيكي، أنه « استنفذ كل المهل الممكنة وأصبح يفكر جديا في إنهاء الانتصاب بالقطب الذي انعدمت فيه مساعي التشجيع على الاستثمار وباتت كل الظروف لا تشجع الا على المغادرة والبحث عن مكان ملائم »، وفق تعبيره.
وأطلق، المدير الجهوي لوكالة النهوض بالصناعة المنتصبة بالقطب محمد عبد اللطيف، بدوره، نداء للتدخل العاجل لحل هذا الاشكال والحفاظ على رصيد القطب الاستثماري الذي يضم 35 مؤسسة صغرى ومتوسطة، منجزة باكثر من 30 مليون دينار (محضنة مؤسسات وفضاء انتاج وتطوير البرمجيات والخدمات وبرجين للمؤسسات والباعثين ومركز للحياة)، ومقر الوكالة والمدرسة العليا للاقتصاد الرقمي التي تضم الف طالب.
مدير القطب التكنولوجي قيس الشيحي أكد أيضا، أن مشكلة انقطاع الماء المتواصلة اكثر من شهر « أدت الى مغادرة شركتين، فيما أبدى مستثمرون اخرون رغبيتهم في الخروج من فضاءات القطب بصفة نهائية ».