قدم الفنان محمد علي العباسي عرضه المسرحي الجديد « ماسح الأحذية » على ركح جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت، في مسرح محمد قلوز، أمام جمهور كبير. هذا العرض، من إنتاج شركة جسور القطرية وإخراج حافظ خليفة، يحمل دلالة خاصة، حيث يعود العباسي إلى الفضاء الذي شهد انطلاقته الفنية ليؤكد وفاءه لجذوره المسرحية.
العباسي أظهر تطورًا ملحوظًا في أدائه مقارنة بآخر ظهور له على نفس المسرح قبل 11 عامًا. استعرض مهاراته العالية في التنقل بين الكوميديا والتراجيديا، مقدّمًا أداءً يتطلب جهدًا بدنيًا وتركيزًا كبيرين، حيث حافظ على جذب انتباه الجمهور طوال مدة العرض التي تجاوزت الساعة. ورغم التحديات التي يتطلبها هذا النوع من العروض، أظهر العباسي احترافية وشغفًا كبيرين، مبرزًا لياقة بدنية تساهم في تقديم أداء مميز.
أما المخرج حافظ خليفة فقد برز في عرض « ماسح الأحذية » من خلال توظيف التكنولوجيا في السينوغرافيا بشكل مميز، حيث استخدمها ليس فقط كخلفية بصرية، بل كعنصر متكامل يخدم سردية العمل ويعزز تفاعل الجمهور. التكنولوجيا أصبحت أداة فعّالة بين يديه، حيث أسهمت في خلق أجواء متعددة الأبعاد، مما أعطى العرض ديناميكية بصرية مكثفة ودعمت أداء الممثل.
رغم التحديات التي تتطلبها التقنية في المسرح، نجح خليفة في تطويعها لتتفاعل بشكل سلس مع عمل الممثل محمد علي العباسي، الذي قدم أداءً متقنًا، متنقلًا بين الكوميديا والتراجيديا بلياقة بدنية ونفس طويل. القدرة على الحفاظ على تركيز الجمهور لمدة ساعة كاملة تعكس حسن تمثيله، الذي يتطلب جهدًا بدنيًا وحضورًا مكثفًا على الركح.
التفاعل المتناغم بين التكنولوجيا والأداء التمثيلي خلق عرضًا متكاملاً، حيث شكّلت السينوغرافيا الرقمية عمقًا إضافيًا، مما جعل العرض تجربة متكاملة تجمع بين الإبداع البصري والتمثيل الجيد.
متابعة: خالد الهذلي.