مدنين: تسجيل ملف فنون العرض لدى ‘طوايف غبنتن’ على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو
تم أمس الثلاثاء بالعاصمة اسونسيون بالبراغواي الإعلان عن تسجيل ملف « فنون العرض لدى طوايف غبنتن » على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو وذلك خلال الدورة 19 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي المنعقدة من 2 إلى 7 ديسمبر بجمهورية باراغواي
وبفرحة كبرى تلقت خبر التسجيل هيئة تسييرية اشتغلت مدة 4 سنوات على هذا الملف وأعطت من جهدها ووقتها الكثير حيث وصف المكلف الاعلامي صلب الهيئة اللحظة بالتاريخية لحظة فرح متناهي انتظرت أن تعيشه وأن يعيشها معها حملة العنصر وهم طوايف غبنتن، مضيفا أن فرحة التسجيل كافية بأن تنسي كل العناء والتعب ومسار سنوات من البحث والتوثيق والمراجعات وعدة خطوات يفرضها التسجيل
وجاء هذا التسجيل كأول ملف فني موسيقي تونسي ثمرة عمل سنوات بدا حلم وبحث وانتشر حمل جماعات واعتراف بطوايف غبنتن ايقونة التراث المحلي لبلاد ورغمة وجرائد العرب وفق المنسق الاداري للهيئة التسييرية لاعداد ملف تسجيل طوايف غبنتن والباحث في الحضارة والتراث الهاشمي حسين
ويعرف هذا الباحث في التراث طوايف غبنتن كظاهرة فنية شعبية بالجنوب الشرقي التونسي وهي مجموعة فنية لها شكل من العروض تقوم على الطبل ذو الوجه الواحد الذي يسمى نقارة وتجمع عروضها بين الانشاد والرقص والغناء والايقاع مضيفا ان هذه الفرق وهي 7 حاليا تنشط بسيدي مخلوف وبني خداش بوادي مقر وجميعها تهرمت لذلك جاء البحث عن مجالات تطويرها وتجديدها حتى يستمر هذا الفن وفق قوله
وأبرز أن خصوصية هذا الفن تقوم على الجمع بين الانشاد كظاهرة شعرية وبين الغناء والرقص كظاهرة فنية وهي كنمط موسيقي وغنائي وشعري متميز وفن كرس ثقافة التنوع والاختلاف في اطار تفاعل ايجابي وقدم طيلة قرن او اكثر نمطا موسيقيا تراثيا فريدا ونموذجا ثقافيا مندمجا في بيئته في مناسبات الاعراس والافراح بجهة الجنوب الشرقي حتى بات ضروريا بها ليقول المثل الشعبي « العرس غبنتن والحضرة جليدات »
وتستجيب طوايف غبنتن في غنائها إلى طلبات الجمهور ويجددون نصوصهم باستمرار فيعايشون الوقائع والأحداث باشعار توعوية وتربوية لذلك سمو قديما بجرائد العرب لبثهم المعلومة في المجتمع القبلي شبه المستقر
أما تاريخ طوايف غبنتن فيعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولم تأت فجأة بل هي ظاهرة مرتبطة بأزمنة قبلها كان فيها أهل الطبل كل صيف عند جمع الصابة ياخذون طبلهم وحمارهم ويدورون بين الأحياء يجمعون الصدقات فكانت وقتها تسمى بالطوايف ثم تشكلوا وتنظموا في تنظيمية مستعارة من عالم البحر الرايس والبحرية ليكون شاعرهم وناضم الشعر الرايس فيما من يحفظ عنهم البحرية
وتعود تسمية طوايف غبنتن ايضا الى المجال الترابي القبلي الذي استوطنت به جماعات قبيلة غبنتن المستقرة بعمادة القصبة من معتمدية سيدي مخلوف وقرية مقر بعمادة الشوامخ من معتمدية بني خداش وارتبطت التسمية بالطوايف لاعتبارها فرق طوافة حول طبلها الذي عليه تكون الحركة الرئيسية للفرقة اثناء تاثيث السهرات
وتتكون الفرقة من 7 إلى 11 عنصر أولهم الرايس الذي يقوم بنضم الشعر وتنظيم الأدوار بين بقية عناصر الفرقة او البحرية ومهمتهم الاداء الجماعي وتعتمد هذه الفرقة على توظيف لحركات الجسد ضمن لوحات راقصة يتم فيها توظيف اللباس الابيض والفضفاض وكل ذلك في تنوع لمشاهد العرض بين الانشاد والغناء والرقص في عمليات فنية متناغمة داخل حفل عروض الفرجة
ويمثل تسجيل طوايف غبنتن على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو اعتراف بالقيمة الإنسانية والفريدة لهذا التراث غير المادي الذي يعزز مكانة وحضور تراث ولاية مدنين في التراث الانساني لليونسكو في مناسبة أولى انطلقت مع تسجيل جزيرة جربة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ سنة وذلك في شهادات على ما تزخر بها بلادنا من مقومات متفردة لتراث ثري وعميق بجانبيه المادي وغير المادي