توفي رئيس الجمهورية الباجي القائد السبسي عن سن تناهز الـ93 سنة وذلك بعد تعرضه إلى وعكة صحية حادّة تمّ على إثرها نقله على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بالعاصمة
ولد السبسى بسيدى بوسعيد فى نوفمبر 1926، تلقى تعليمه بالمعهد الصادقى، وانخرط فى الحزب الدستورى الجديد، وعمره 15 سنة، بعد حصوله على شهادة البكالوريا، أكمل دراسته فى القانون بجامعة السوربون بباريس
عاد السبسى إلى تونس فى يوليو 1952 والتحق بمكتب المحامى فتحى زهير، تم تكليفه بالدفاع عن الوطنيين الذين مثلوا أمام المحكمة العسكرية. وقد صحبه فى هذا الدفاع مجموعة من المحامين من الحزب نذكر منهم، بالأخص، توفيق بن براهم وعبد الرحمن عبد النبى، بعد نفى الأستاذ فتحى زهير فى مارس 1954، واصل السبسى العمل بمفرده بمكتب المحاماة
تم دعوته غداة الاستقلال، بتاريخ 28 أبريل 1956، من قبل الوزير الأول الحبيب بورقيبة إلى ديوانه وتم تكليفه بمتابعة ملف الشئون الاجتماعية، فى يوليو 1956، التحق بديوان كاتب الدولة للداخلية الطيب المهيرى وعين مديرا للإدارة المحلية والبلدية، فى أغسطس 1962 تم تكليفه من قبل الرئيس الحبيب بورقيبة بمهمة تتعلق بالتنظيم المستقبلى للسياحة والصناعات التقليدية فأصبح مديرا للسياحة
فى أغسطس 1969 تم تعيينه سفيرا بواشنطن، لكن بعد تقبل أوراق اعتماده من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تم الاحتفاظ به فى تونس ليترأس القائمة الانتخابية للحزب بدائرة تونس. فتم انتخابه نائبا بالبرلمان بتاريخ 2 نوفمبر 1969، تم تعيينه فى الحكومة المكونة من قبل الباهى الأدغم فى 7 نوفمبر 1969 وزيرا للدفاع الوطنى فى رتبة وزير دولة
فى عام 1970 تم تعيينه سفيرا لتونس بباريس وخلفه بوزارة الدفاع الوطنى حسيب بن عمار، بعد مشاركته فى مؤتمر الحزب فى أكتوبر 1971، تم تعيينه عضوا باللجنة المركزية للحزب لكن لما لاحظ أن إرادتى الإصلاح والانفتاح الديمقراطى لم يقع احترامهما فى صلب الحزب، قرر الاستقالة من منصبه كسفير وأوضح موقفه هذا فى مقال نشره بصحيفة » لوموند » الفرنسية بتاريخ 1972، وبعودته إلى تونس، استأنف نشاطه بمكتب المحاماة وواصل نضاله مع الليبراليين أحمد المستيرى وحسيب بن عمار ومحمد صالح بلحاج وآخرين. ونشر، بصورة منتظمة، مقالات بصحيفتى « الرأى » و « الديمقراطية
انعقد مؤتمر الحزب من جديد بالمنستير فى أكتوبر 1974 وقرر طرده مع قادة آخرين معتبرين. وقد تم التراجع عن هذا القرار من قبل الرئيس الحبيب بورقيبة فى المؤتمر الموالى الذى انعقد بتونس فى سبتمبر 1979 لفائدة قادة كثيرين من بينهم الباجى قائد السبسى
فى 2 ديسمبر 1980 وافق على الانضمام إلى حكومة محمد مزالى بعد أن عبر الرئيس الحبيب بورقيبة عن وعد يقضى بتحقيق الانفتاح الديمقراطى والتعددية فشغل فى فترة أولى خطة وزير دون حقيبة ثم وزير للخارجية غداة انعقاد مؤتمر الحزب فى أبريل 1981. وقد قدم استقالته من هذا المنصب فى سبتمبر 1986
عين سفيرا لدى جمهورية ألمانيا الفيدرالية فى نوفمبر 1986 وبقى فى المنصب حتى نوفمبر 1987، بعد عودته إلى تونس، عين عضوا بالمجلس الدستورى مع حسيب بن عمار ورشيد إدريس وعياض بن عاشور وغيرهم
أعيد انتخابه نائبا بالبرلمان، فعين فى فترة أولى رئيسا للجنة السياسية والشؤون الخارجية ثم فى سبتمبر 1990 رئيسا لمجلس النواب حتى أكتوبر 1991، استأنف بعد ذلك مهنة المحاماة حتى غداة الثورة حيث دعى فى 27 فبراير2011 إلى رئاسة الحكومة الانتقالية المكلفة بإعداد انتخابات المجلس التّأسيسى
فى يوليو 2012 أسس حركة » نداء تونس »، حصل حزب نداء تونس على الأغلبية النسبية فى الانتخابات التشريعية فى 26 أكتوبر 2014 وفاز بـ86 مقعدا من مجموع 217، حصل الباجى قائد السبسى فى الانتخابات الرئاسية فى 23 نوفمبر 2014 على المرتبة الأولى بنسبة 39.46% من الأصوات المصرح بها، حصل فى الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية على نسبة 55.68% من الأصوات ليصبح رئيسا للجمهورية التونسية