تمكن سجينان من اجتياز مناظرة الباكالوريا بنجاح هذا العام، أحدهما مودع بسجن المرناقية في شعبة الاقتصاد والتصرف، والآخر بسجن قابس في شعبة العلوم التجريبية، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح رمزي كوكي. وأوضح الكوكي أن الهيئة ستوفر أفضل الظروف المادية والمعنوية لتلميذين آخرين تأجّلوا إلى دورة المراقبة.
وأضاف الكوكي أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة السجناء الذين يواصلون تعليمهم من داخل السجون مقارنة بالسنوات الماضية، معتبراً أنهم يمثلون قصص نجاح مميزة. كما أشار إلى نجاح 6 طلبة مودعين بالسجون في عدة اختصاصات من جملة 40 طالبًا يواصلون تعليمهم الجامعي من داخل السجن، بينما يواصل البقية اجتياز امتحاناتهم تحت إشراف كلياتهم ومعاهدهم.
وفي قصة نجاح أخرى، حصل محمد السنوسي، البالغ من العمر 67 عامًا من حلق الوادي، على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب بعد انقطاع عن التعليم لمدة خمسين سنة بسبب ظروف صحية. وأكد السنوسي أنه عاد للدراسة العام الماضي في مستوى الثالثة ثانوي وغير تخصصه من شعبة العلوم إلى شعبة الآداب، مشيرًا إلى أنه بذل جهدًا كبيرًا بمساعدة أسرته التي وفرت له الدعم والظروف الملائمة للنجاح.
وأضاف السنوسي أنه اختار العودة للدراسة ليبعث رسالة إلى بناته مفادها أن النجاح ممكن في أي وقت ولا يحتاج إلى عمر معين، مؤكدًا أنه لا يحتاج ماديًا إلى شهادة علمية لكنه يطمح إلى الترسيم في كلية الحقوق.
قصص نجاح ملهمة تجمع بين إرادة السجناء والكبار في السن، تؤكد أن العلم والتعلم لا يعرفان حدودًا أو أعمارًا.