يتداول الخبراء في فرنسا فرضية أن فيروس كورونا المستجد ظهر في البلاد في ظهر في العام الماضي لا في عام 2020. فقد أعلن إيف كوهين، رئيس قسم الإنعاش في مستشفى ابن سينا الواقع في الضاحية الباريسية، أن أبحاثا تجريها فرق في المستشفى أظهرت أن مريضا دخل إلى المستشفى في 27 من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، وأظهرت الكشوفات التي أجريت له في مرحلة لاحقة، أنه حامل لفيروس كورونا المستجد
وتطرح هذه الأبحاث فرضية أن الفيروس وجد على الأراضي الفرنسية نهاية العام الماضي وليس بعد ذلك، خلافا لما يعتقد. إذ أن أولى الحالات الرسمية المسجلة في في فرنسا تعود إلى 24 من شهر يناير / كانون الثاني من السنة الجارية، وتهم ثلاثة أشخاص أحدهم من منطقة بوردو جنوب غرب فرنسا، كان وقتها قد عاد من رحلة إلى الصين، إضافة إلى زوجين صينيين في الثلاثينيات من عمرهما، وينحدران من مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر الوباء لأول مرة
وحسب البروفيسور إيف كوهن، فإن هذا الاكتشاف، الذي سيتم نشر تفاصيله هذا الأسبوع في مجلة طبية متخصصة، تم بمبادرة من أحد زملائه، حيث أجرت فرق العمل في المستشفى دراسة على عينات أخذت من حوالي خمسين مريضًا دخلوا إلى المستشفى للعلاج من الالتهاب الرئوي في الفترة ما بين بداية شهر ديسمبر / كانون الأول ويناير / كانون الثاني الماضيين. وقد تبين في مرحلة أولى أن أربعة عشر من أولئك المرضى، عانوا من التهاب رئوي شبيه بذلك الذي يتسبب فيه مرض كوفيد 19، حيث تمت دراسة ملفهم الصحي وأجريت تحاليل على عيناتهم المجمدة، ليتضح أن واحدا منهم كان بالفعل حاملا لفيروس كورونا المستجد. وأكد البروفيسور كوهين أنه تم الاتصال بذلك الشخص المريض لمعرفة أحواله وأيضا سبل إصابته الفيروس. وقد أخبر هذا الشخص الفرق الطبية أن طفليه كانا مصابين بنفس العدوى، لكن زوجته لم تصب. وأكد أنهم شفوا جميعهم
ولحد الساعة، لا يزال الباحثون يدرسون إمكانية اعتبار أن يكون هذا الشخص المصاب هو الحالة صفر التي ظهرت في فرنسا وربما أدت إلى انتشار العدوى فيها. لكن البروفيسور كوهين، يستبعد ذلك، ويفترض أن يكون الرجل قد أصيب بالعدوى من زوجته التي كانت مصابة بالفيروس بدون أن تظهر عليها أعراض
ويستند في فرضيته على كون الزوج أكد للفرقة الطبية أنه لم يكن يعمل خلال فترة إصابته، وأنه لم يقم بأي رحلة إلى إحدى المناطق التي كان معروفا أن الفيروس ينتشر فيها في ذلك الوقت. بينما كانت زوجته تعمل في قسم الأسماك في سوبرماركت بجانب قسم السوشي حيث يعمل موظفون منحدرون من أصول آسيوية