تمكنت الفرق الفنية المختصة بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، مساء أمس الإربعاء، من السيطرة بالكامل على البؤرة الثانية للحشرة القرمزية، التي تم إكتشافها بعمادة الثماد في معتمدية سبيبة، بعد تلقي اشعار في الغرض من قبل فلاح أصيل المنطقة، وفق رئيس مصلحة حماية النباتات بالمندوبية مختار العلاقي.
وبين علاقي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه تم وضع حقول التين الشوكي المحاذية للبؤرة المذكورة تحت المراقبة بعد مداواتها بالكامل لإحداث ما يسمى بحزام الآمان (حوالي 50 مترا على اليمين و50 مترا على اليسار) حتى تبقى مناطق آمنة ولا تصلها الحشرة.
وأكد المصدر ذاته، أن ولاية القصرين هي حاليا تحت المراقبة، ويتم فور اكتشاف أي بؤرة لهذه الحشرة الفتاكة، التدخل في الإبان والقضاء عليها عبر المداواة في مرحلة أولى والحرق في مرحلة ثانية والقلع والردم في مرحلة ثالثة، مبرزا بالمناسبة أن ولاية القصرين، منطقة إنتاج التين الشوكي، وهي لم تشهد تضررا في حقولها بالحشرة القرمزية، على خلاف الولايات الاخرى التى تضررت حقول تينها الشوكي وأصبحت مناطق مجاحة.
وشدّد بالمناسبة على أهمية الإبلاغ الفوري عن وجود هذه الحشرة الخطيرة لضمان التدخل الفوري والناجع والسيطرة عليها في الإبان قبل إنتشارها وعدم التحكم فيها .
وكشف بالمناسبة أنه تم مؤخرا جلب « الدعسوقة » المكسيكية وهي حاليا في مخابر الإكثار وسيتم قريبا اطلاقها في المناطق المتضررة من الحشرة القرمزية ، مبينا أنه تمت تجربة 9 أصناف وتم إكتشاف وجود 3 أصناف متألقة مع الحشرة، غير أنها لا تتماشى مع ولاية القصرين باعتبارها أصناف غير منتجة للثمار ذات الجودة المطلوبة وأغلبها موجهة للأعلاف .
وشدّد على ضرورة التدخل السريع للقضاء على أي بؤرة فور إكتشافها وتشريك المنتجين والشركات والهياكل الناشطة في عمليات الرصد والمراقبة والمكافحة، وحثّ المنتجين على تغيير النمط الزراعي بالتقليم وتكوين كروم الهندي على ساق واحدة لتسهيل عملية الرصد والمراقبة وعلى تشديد المراقبة الأمنية على المعابر الحدودية ومداخل الولاية خاصة بالمناطق المجاورة للمناطق الموبوءة مع أخذ الاحتياطات اللازمة مع اقتراب عيد الأضحى، عبر تحجير نقل الحيوانات من المناطق المصابة الى المناطق السليمة، واشار إلى أنه تم تكوين عدد من الفلاّحة في كافة عمادات الولاية للإعلام عن البؤر فور اكتشافها، كما تحدث عن إمكانية احداث رقم خضر لتلقي الاشعارات بخصوص الحشرة القرمزية الخطيرة .
يشار الى أن قطاع التين الشوكي يعدّ القطاع الثاني بولاية القصرين بعد قطاع التفاح، وهو ذو قيمة إقتصادية كبرى، حيث يوفر سنويا حوالي 80 مليون دينار ويشغل قرابة 40 ألف موطن شغل موسمي و3 الآف موطن شغل قار.
وتمتد ضيعات التين الشوكي بولاية القصرين على مساحة جملية تناهز 100 ألف هكتار، وتنتج الجهة سنويا 250 ألف طن من الثمار، منها 3 آلاف هكتار هندي بيولوجي منتصبة حولها 13 شركة لتحويل ثمار التين الشوكي إلى عدة منتوجات منها تجميلية وغذائية (مواد تجميل، عصائر، رُب، مربى، عسل ..) من بينها 4 شركات مصدّرة كليّا لثمار « الهندي » ومشتقاته.