بدأت السلطات الليبية تحقيقات، بعد العثور على 54 جثة مجهولة الهوية في مقبرة جماعية في منطقة بئر الأسطى بمدينة تاجوراء، الواقعة غربي البلاد، توفي أصحابها منذ عام 2011، وهو ما يثير تساؤلات حول حجم الانتهاكات التي ارتكبت خلال فترة الصراع الذي أعقب سقوط نظام معمر القذافي.
وبحسب الهيئة العامة للبحث والتعرّف على المفقودين، تم اكتشاف المقبرة منذ يوم 21 أكتوبر، وتم استخراج الجثث على مراحل، لتبلغ الحصيلة إلى حد الآن 54، مشيرة إلى أن هذه المقبرة تعود إلى عام 2011.
وأضافت في بيان، أن فرقها تعمل على أخذ العينات من الجثث وإرسالها إلى إدارة المختبرات بالهيئة لإجراء تحليل الحمض النووي بهدف التعرف على هويات الجثامين.
ولم تعلن أجهزة التحقيق حتى الآن عن أسباب وفاة الضحايا والطريقة التي قضوا بها آنذاك، لكن يرجح أنه تمت تصفيتهم رميا بالرصاص، حيث شهدت ليبيا في الفترة التي تزامنت مع إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011 والتي تلتها، عدة أحداث وصراعات دموية، تورطت بها مجموعات مسلّحة برزت في ذلك الوقت لملء الفراغ الأمني، وارتكبت عدّة جرائم وحشية وانتهاكات، مثل القتل والإعدام.
وهذه المقبرة هي واحدة من ضمن مقابر كثيرة اكتشفتها الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في عدة مدن بالبلاد، وعثرت داخلها على مئات الرفات، خاصة مدينتي ترهونة جنوب العاصمة طرابلس، وسرت الواقعة وسط البلاد، حيث يعتبر ملف المقابر الجماعية وهوية الضحايا والجناة من أبرز الملفات الشائكة التي تواجهها ليبيا.